نظرة زمنية على التصوير الفوتوغرافي في السودان
من أول صورة التقطها مستعمر بريطاني على ضفاف النيل، إلى صورة مصعب أبو شامة لعريس أثناء الحرب، لم تكن الكاميرا مجرد آلة بل كانت أداة سلطة، ثم أداة مقاومة، ثم أداة تمثيل ذاتي. هذا المقال يتتبع التحولات البصرية في صورة السودان عبر عدسات سودانية وغير سودانية. الاستعمار و التصوير: دخل التصوير الفوتوغرافي بمفهومه الحديث إلى السودان من خلال المستعمر لتوثيق ما كان يراه إنجازات و خلق روايته التي يريد للعالم أن يراها عن المستعمَرين. فقد ركزت الصور التي ظهرت في تلك الفترة على الجيوش و الصور التي تعكس استقرار حياة الناس، لفرض نظرة إيجابية على تلك الفترة و حكم المستعمر. متجاهلة بشكل واضح كل الجوانب التي لا ترضي تلك النظرة، من ثورات و أوضاع إنسانية مزرية. هوية جديدة: بينما ركزت صور المستعمر على أنماط معينة تخدمها، ركزت صور رواد التصوير في السودان أمثال رشيد مهدي و جاد الله جبارة على سردية سودانية مستقلة، عكست ثقافة السودانيين المتنوعة، حياتهم الاجتماعية و ثوراتهم. ظهرت أساليب جديدة على السودان في ذلك العهد كأرشفة الصور و المناسبات العائلية. حافظ "الرشيد مهدي" كمصور مستقل و عصامي على ستودي...