يوم في حياة الطفلة التي هي أنا (كُتب بتاريخ 3 مارس 2022)

 كان الوقت عصراً، قبل المغيب بقليل. كل هذه الروايات و الأفلام التي تصوّر لنا أن هذا الوقت ساحر ومميز، لم تكذب أو تبالغ رغم ابتذالها. كان عمرها عشر سنوات، تجلس بسطح منزلهم الذي تحبه جداً، و يشكّل لها الملجأ من كل ضجة الحياة و الاستفهامات التي لا تفارق رأسها.
تجلس تتأمل المارّة و السيارات، و تختار منها ما يعجبها كأنها ستشتريها. قررت في إحدى المرات رسم هذا المشهد لأنه بالطبع يستحق التخليد، كانت الرسمة غير احترافية بالمرة ولكنها أعجبتها جداً.
في ذلك اليوم - و ربما في يوم آخر - انتبهت أنها تحب الغناء و تحفظ كماً هائلاً من الأغاني. سرحت بأفكارها في احتمالية أن تصبح مغنية، و أنها ستتعلم الكثير من الآلات الموسيقية، ستكتب و تلحّن أغانيها الخاصة. سيكون لها جمهور قليل و لكنّه مخلص. بعقلية الفتاة ذات العشر سنوات بدا الأمر بغاية السهولة.
لم يكن ذلك حلمها الوحيد، فكما كانت تحلم بالغناء بينما تغني، كانت تحلم أن تصبح عالمة عندما تدرس العلوم. وتقدم للبشرية الكثير من الاكتشافات المبهرة و المهمة. و تحلم عند سماعها للراديو أن تصبح مذيعة، لها برامج مثيرة للاهتمام و مختلفة عن كل ما تسمعه ولا يعجبها. كانت حالمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى. 
أين هي الآن؟

Comments

Popular posts from this blog

أيام الحرب الأولى (في وقت ما بين 15 مايو و حتى 30 يونيو من 2023)

الرضا في عصر الرأسمالية (بتاريخ 30 أبريل 2025)