من هو الكاتب؟ (كُتب بتاريخ 18 أبريل 2025)

 


لطالما نظرت لنفسي ككاتبة، في انتظار الوقت المناسب، أو الحالة الذهنية المناسبة. و لكن أليست هذه الحالات الذهنية غير المناسبة، ما تسبب في كثير من أروع الكتابات؟

في عام 2018، أظن أنني وجدت نفسي. قضيت الكثير من الوقت بمفردي منذ بداية العام. أستمع لما أحب من مغنيين طوال الوقت (و اكتشفُ مغنيين و مغنيات جدد)، أقرأ كتباً تساعدني في الغوص أعمق في ذاتي. "كافكا على الشاطئ"، "إحدى عشرة دقيقة"، "قواعد العشق الأربعون" على سبيل المثال لا الحصر. ربما صاحب هذا الاكتشاف لنفسي بعض الاكتئاب، و لكن لا شيء مجاني في هذه الحياة أليس كذلك؟

أخرج أحياناً في صباح ماطر، أتمشى في شوارع حيّنا والأحياء القريبة. بينما أتأمل، وأتفكّر. كم من الصعب الحصول على يوم مثل تلك الأيام الآن، في وقتها لم أكن أحمل ُ ما أحمله الآن من هموم و جراح و مسؤوليات. كان من السهل كتابة قصيدة، و إكمال رواية في جلسة واحدة. كان من السهل إطلاق العنان لخيالي و التفكير في أشياء مثل أنني يوماً ما سأوثّق بكتاب أو كتب، فلسفتي للحياة. مثل "كانت" - الذي كنت مولعة به في ذلك الوقت - أو "أرسطو" أو حتى "جلال الدين الرومي". لأنني كنت مولعة أيضاً ب"قواعد العشق الأربعون". و ألحقتها بقراءة كل ما سقط تحت يديّ عن "الرومي" أو "شمس".


بدأتُ الكتابة التي تحتمل أن يقرأها أحد ما في ذلك الوقت. قبل ذلك كنت اكتب لنفسي فقط، و أخبئ كتاباتي باستماتة. ربما لأنها شخصية جداً.

كأشخاص لم تتوفر لنا فرصة أن نكون على وعي وإدراك بكيفية اختيار مسارنا المهني، و درسنا تلك الكلية كأداء واجب لا أكثر، و في نفس الوقت نحن أشخاص لا نملك رفاهية مطاردة أحلامنا بدون مصدر دخل، هل يجب أن نستمر في هذا المجال الذي نملك شهادته الجامعية و لدينا علاقات بطبيعة الحال تساعدنا على إيجاد فرص عمل أفضل؟ أم يجب أن نذهب خلف حلم العمل الذي نحبه و نستمتع بفعله و نشعر أنه يمثّلنا؟ 
سؤال إجابته أصعب مما قد يتوقع شخص لا يدور مثل هذا السؤال برأسه.

Comments

Popular posts from this blog

أيام الحرب الأولى (في وقت ما بين 15 مايو و حتى 30 يونيو من 2023)

يوم في حياة الطفلة التي هي أنا (كُتب بتاريخ 3 مارس 2022)

الرضا في عصر الرأسمالية (بتاريخ 30 أبريل 2025)